الثاني : شروط قبول العمل

 من المعلوم أن العبادات توقيفية بمعني أنها لا تعرف إلا عن طريق الشرع, فليس لأحد إن يعبد الله تبارك وتعالي إلا بما جاء في كتاب الله عز وجل سنة رسوله صلي الله عليه وسلم, كما أنه لا بد في العبادة من  إخلاص العمل لله وحده, ومن هنا يتبين لنا أنه لا بد لصحة أي نتقرب به إلي الله من شرطين أساسين, وهذان الشرطين لا بد من وجودهما مجتمعين ولا ينفك أحدهما عن الاخر وهما : الأول- إخلاص العبادة وحده. الثاني - تجريد المتابعة لرسول الله صلي الله عليه وسلم وقد جمعت بين هذين الشرطين الاية الكريمة سورة الكهف قال تعالي : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فقد أمر سبحانه أن يكون العمل صالحا أي موافقا للسنة, ثم أمر أن يخلص صاحبه لله, لا يبتغي به سواه. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : (( وهذان ركنا العمل المقبل, لا بد أن يكون خالصا لله, صوابا علي شريعة رسول الله صلي الله عليه وسلم ))وروي مثل هذا عن القاضي عياض رحمه الله وغيره